طبيب فلسطيني في ولاية سيرت التركية: "الشعب الفلسطيني دفع دائما الثمن بدمه وسيواصل النضال كما ناضل سابقاً"

أكد الطبيب الفلسطيني د.حسين عطوان لمراسل وكالة إلكا للأنباء أن الشعب الفلسطيني دفع دائما الثمن بدمه وسيواصل النضال كما ناضل سابقاً.

Ekleme: 27.10.2023 14:07:00 / Güncelleme: 27.10.2023 14:07:00 / Arapça
Destek için 

استمر عنف نظام الاحتلال الصهيوني في فلسطين بالتزايد من خلال استهدافه للمدنيين في عموم فلسطين وفي غزة خصوصاً، وفقد الآلاف من الفلسطينيين أرواحهم جراء الهجمات التي نفذها الصهاينة منذ 7 تشرين الأول.

أجرى طبيب الأطفال الفلسطيني حسين عطوان، الذي يعمل في المستشفى  الحكومي للتدريب والأبحاث في ولاية سيرت، تصريحات لمراسل وكالة إلكا للأنباء حول الأوضاع في غزة.

وعبر الطبيب خلال لقائه بمراسل وكالة إلكا عن حزنه العميق لما يحدث في قطاع غزة من مجازر بحق المدنيين، مشيراً إلى أنه لم يتلقى أي خبر عن عائلته، المكونة من 15 فرداً والتي تسكن في غزة، من 15 يوماً.

ويذكر أن الطبيب حسين عطوان تخرج من المدرسة الثانوية في غزة وكان الأول على فصله، وجاء إلى تركيا لتلقي التعليم الجامعي بمنحة من الرئاسة التركية في الخارج، وعمل كدكتور أخصائي صحة وأمراض الأطفال في مستشفى ولاية سيرت للتدريب والأبحاث لمدة 4 سنوات.

وذكر د.عطوان أنه لم يتمكن من الوصول إلى عائلته منذ أيام منذ بدء عدوان الاحتلال على غزة، وأنه لعلم هل استشهدوا أم لا من خلال الاطلاع على قوائم الشهداء، وقال: "لا يوجد ماء ولا طعام، لا يوجد إنترنت ولا كهرباء في فلسطين، لا يمكنكم التواصل معهم، إنهم الآن في وضع سيء للغاية".

"لم يغادر أحد غزة أو يهاجر، إنهم صابرون ومستمرون في المقاومة"

وأشار د.عطوان إلى أن والدته وأبيه و13 من إخوته يعيشون في غزة: "أعمامي وعماتي وخالاتي وجميع أقاربي على قيد الحياة، ولم يغادر أحد منهم غزة رغم أطنان من القنابل أسقطت خلال الحرب، وما زالوا يقاومون ويصبرون، لم يفكر الناس أبدًا في الهروب، وبما أنني لم أسمع أي أخبار عن عائلتي منذ 15 يومًا، فلا أعرف أين هم، وأين يعيشون، وتحت أي ظروف هم وكيف يعيشون، هل هم أحياء أم أموات، فهل يجدون ما يأكلون ويشربون؟ أنا لا أعرف ذلك أيضا، ولا أحد يعرف أيضا، لا توجد كهرباء أو ماء أو وقود أو إنترنت في غزة، لقد تعرضت البنية التحتية في كل مكان للضرب ولا تزال تتعرض للضرب".

"في ذلك اليوم، أنا وعائلتي طلبنا السماح من بعضنا، لأننا كنا نعلم أن الحرب ستكون قاسية"

وأشار د.عطوان إلى أنه تحدث مع عائلته في اليومين الأول والثاني من الحرب، وقال: " في ذلك اليوم طلبنا السماح من بعضنا، لأننا كنا نعلم أن الحرب ستكون قاسية، حاولنا أن نقول الوداع، لقد وضعنا كل شيء أمام أعيننا، وأخيراً استودعت الله أمي وأبي وعائلتي بأكملها والشعب الفلسطيني إلى الله، ولا أستطيع الوصول إليهم بأي شكل من الأشكال الآن، ولا يُسمح بدخول المساعدات المرسلة عبر بوابة رفح الحدودية، ويتم إجراء الجراحة دون تخدير في كل ركن وممر في المستشفى، لا توجد نظافة ويحاولون الاكتفاء بالأدوات المحدودة المتاحة لهم، كثير من المرضى يصبحون شهداء لأنه لا يمكن علاجهم".

"يجب على الجميع أن يثوروا لوقف المذبحة والإبادة الجماعية"

وخاطب د.عطوان تركيا وسيرت وضمير الإنسانية جمعاء، قائلاً: " أشعر بالأسف على أهل غزة وأشاركهم آلامهم، ليس فقط لأنني فلسطيني، ولكن أيضًا لأنني إنسان ومسلم، إن ولادتي في غزة لم يكن شيئًا يمكنني التحكم فيه، كما أنني أشارك مصير الناس هناك، يتم استهداف الأطفال وكبار السن والمرضى والمساجد والكنائس والمدنيين، اليوم، يقع واجب إنساني على الجميع أن ينتفضوا لوقف هذه المجزرة والإبادة الجماعية".

"الشعب الفلسطيني دفع دائما الثمن بالدم وسيواصل النضال كما ناضل سابقاً"

وأشار د.عطفان إلى أن الشعب الفلسطيني اضطر إلى الهجرة بسبب الإبادة الجماعية والمجازر السابقة في فلسطين، وقال: "لقد دفع الشعب الفلسطيني دائما الثمن بالدم، وسيواصل النضال كما ناضل من قبل، ومقاومة الفلسطينيين ستستمر، لن تنكسر، وسيكون من الخطأ جداً البحث عن أسباب مختلفة لقتل حتى أطفال بعمر شهرين دون نقل القضية الفلسطينية إلى أماكن مختلفة، هل قام طفل عمره شهرين أيضًا ببيع الأرض؟ ليس هناك مايؤلم أكثر من إلقاء اللوم حتى على الجنين في الرحم بذريعة ’لقد خانوا تركيا’، وإذا كنا أمة، مسلمين وبشرا، علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لوقف الإبادة الجماعية في أقرب وقت ممكن، لقد نظر شعب تركيا دائما إلى الشعب الفلسطيني باعتباره أخا صغيرا له، وأملنا بعد الله في تركيا وشعبها، ولهذا السبب، أرجو ألا تتركوا قضية فلسطين والقدس والمسجد الأقصى وحدها". (İLKHA)